أخبار عاجلة

إحياء الذكرى 61 لاستقلال تونس

يحيي التونسيون اليوم 20 مارس الذكرى 61 لعيد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي الذي يعد رمزا في تاريخ التونسيين وفي تاريخ مقاومة الاحتلال في العالم بشكل العام.

قد كان استقلال تونس إنجازا تاريخيّا مكّنها من الشروع في بناء المؤسسات السياسية و الاقتصادية و الثقافية و التعليمية و الادارية و العسكرية و الأمنيّة من خلال رجال بررة أخلصو الحبّ و الوفاء لتونس و على رأسهم بورقيبة المجاهد الاكبر الزعيم الصادق، الذي نجح و لا يزال يدفع ضريبة النجاح حتى بعد وفاته فيقال عنه جزافا أنّه كان فرانكفونيا لائكيا متطرفا معاديا للعروبة و الاسلام استهل عهده باغلاق جامع الزيتونة و منع التعليم الزيتوني الشرعي و الغاء القضاء الشرعي و ضم اراضي الاوقاف الى ملكية الدولة و سن مجلة الاحوال الشخصية التي تحل الحرام مثل التبني و الزنا و تحرم الحلال مثل تعدد الزوجات و تجعل الطلاق بيد القاضي لا بيد الزوج كما حارب بورقيبة الفلاقة اي الثوار اليوسفيين و هم الثوار ذوو التوجه العروبي الاسلامي المدعومين من عبد الناصر و كانوا ينادون بالاستقلال التام لا الاستقلال الجزئي و مواصل الكفاح حتى تحرير كامل المغرب العربي و الاخوة النضالية مع ثوار الجزائر كما استعلن بورقيبة بالكفر الصريح فافطر في نهار رمضان و دعا الناس الى الافطار معتبرا الصيام معطلا للانتاج و خلع حجاب النساء و استنقص في بعض كلامه النبي محمد صلى الله عليه و سلم معتبرا نفسه (اي بورقيبة) خيرا من النبي صلى الله عليه و سلم في الثقافة و دعا الشعب الى الحد من الحج و ذبح اضاحي العيد و قام بتقنين بيوت الدعارة و الحانات و الخمور و طبق في الستينات سياسة اشتراكية تأميمية فاشلة تحت اشراف رئيس وزرائه احمد بن صالح ابدلها في السبعينيات بتجربة خوصصةرأسمالية تحت اشراف رئيس وزراء آخر هو الهادي نويرة نجحت في انعاش النمو الاقتصادي و فشلت في تحقيق التنمية الاقتصادية العادلة و كان عماد هذه السياسة السياحة و القروض و المساعدات و الاستثمارات الاقتصادية و الفلاحة و الصناعة النسيجية و التحويلية الموجهة نحو التصدير و كان التركيز على التنمية في المناطق الساحلية و تهميش الجنوب و المناطق الداخلية فازداد الاغنياء غنى و الفقراء فقرا مما ادي الى عدة هبات شعبية مثل انتفاضة 26 جانفي 1978 و ثورة الخبز جانفي 1984 قمعها بورقيبة كلها بالحديد و النار مما ادى الى تقوية الجهاز الامني ووزارة الداخلية و الى الصعود التدريجي للجنرال زين العابدين بن علي تميزت نضالات الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بمنحى وطني عميق مؤمنا بسيادة تونس وحتمية تحريرها من نير الاستعمار. لذلك عمل داخل تونس وخارجها على التعريف بالقضية التونسية ومن ابرز محطات ذلك النضال تحوله الى القاهرة وفتح مكتب المغرب العربي وسفره الى نيويورك سنة 1945 حيث شرح القضية التونسية الى الرأي العام العالمي. خاض الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة تجربة مريرة في سجون المستعمر ومنافيه لم تثنه عن مواصلة النضال من أجل نيل الاستقلال. ومنذ سنة 1949 أعاد تنظيم الحزب وأعد الشعب من جديد للكفاح قبل ان يتحول الى الخارج لمزيد التعريف بالقضية التونسية ليتوج هذا المسار النضالي الوطني الشامل بنيل الاستقلال يوم 20 مارس 1956. فانتخب الحبيب بورقيبة رئيسا للمجلس القومي التأسيسي يوم 8 أفريل وكلّف يوم 11 أفريل بتشكيل الحكومة التونسية. كانت مسألة تحرير المرأة من أولى المسائل التي استأثرت باهتمام الزعيم الحبيب بورقيبة غداة الاستقلال . فتحقق هذا الرهان في مرحلة أولى بصدور مجلة الأحوال الشخصية التي برزت في صيغة قانون بتاريخ 13 أوت 1956. ليمضي من ثمة في تركيز أسس الدولة الحديثة بعد تخليص البلاد من رواسب الاستعمار وتحقيق الجلاء النهائي لآخر جندي فرنسي عن تراب الوطن. وفي 25 جويلية 1957 قرر المجلس القومي التأسيسي بالاجماع بعد مداولات تاريخية انهاء النظام الملكي واعلان الجمهورية واصبح الحبيب بورقيبة اول رئيس للجمهورية التونسية. وفي غرة جوان 1959 امضى الزعيم بورقيبة نص الدستور الذي يقر سيادة الشعب في وطنه ويضمن حقوق المواطن وسلامة الدولة. ولعل من اهم مظاهر بناء الدولة الحديثة بعد الاستقلال احتواء الولاء القبلي والجهوي وتعزيز الروح الوطنية وتحديث التعليم وتونسة الاجهزة الاعلامية والادارية وتغيير اسم الحزب الذي صار يسمى الحزب الاشتراكي الدستوري. لكن الدولة الحديثة شأنها شأن الحزب تعرضت لهزات قوية وتحديات جمة قادت البلاد والحزب الى حالة من الوهن والتردي وشارفت على السقوط في ظل عجز الزعيم الحبيب بورقيبة واستفحال شيخوخته. وقد عرفت البلاد أسوأ حالاتها في بدايات ثمانينات القرن الماضي وصار الوطن على شفا الهاوية. لكن ابن تونس البار زين العابدين بن علي لم يتحمل مسؤوليته تجاه وطنه وبادر بالإنقلاب على السلطة فجر السابع من نوفمبر 1987 تحت ظل الشرعية الدستورية مع الالتفاف الشعبي الكبيرغير محافظ بالتالي على مكاسب الاستقلال والنظام الجمهوري التي تحققت بفضل نضالات أجيال من المناضلين ورجالات تونس البررة وفي مقدمتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.و قد خان بن علي نضالات الشعب التونسي و كان عميلا للدول المتقدمة و كان إنتقال السلطة شكليا و تكريسا للدكتاتورية بصفة اكثر خفاء و اقل تكلفة و كل ما ذكر في الصفحة يعكس حب الشعب للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي مازال في ذاكرة كل مواطن تونسي ذالك ولأبسط الأشياء أنه قد عمم التعليم على كامل تراب الجمهورية والتداوي في المستشفيات بسعر رمزي كاد أن يكون مجاني مع الإرتقاء بحقوق المرأة و مكتسباتها.

شاهد أيضاً

المهدية : الإحتفاظ بتكفيري مُفتش عنه

قامت دورية تابعة للوحدات الإستعلاماتية بمنطقة  الحرس الوطني بالمهدية بالقبض على شخص صادر في شأنه  …