أخبار عاجلة

مع اقتراب المولد النبوي : رغم انتشار أخبار عن تسممه .. أسعار “الزقوقو” تلهب السّوق

مع اقتراب موعد المولد النبوي الشريف، يزداد الطلب في الأسواق التونسية على مادة الصنوبر الحلبي أو ما يعرف في تونس بـ”الزقوقو” ، فكغيرها من المناسبات ، للتونسي عاداته في الأكل ، و الأكلة التي تشتهر بها تونس من دون جميع دول العالم هي طبق “عصيدة الزقزقو” الأشهر من نار على علم ..

إلا أن هذا العام ، على غير العادة ، تصدّرت أنباء “الزقوقو ” الأنباء لتضحي الموضوع الأكثر تداولا في الأسواق لما يروج من أخبار حول المادة ..

فعلاوة على الأسعار التي شهدت ارتفاعا لا سابق له ، فإن أنباء عن تسمم مادة الصنوبر الحلبي انتشرت مؤخرا و باتت تؤرق بال التونسيين الذين أضحوا حائرين في أمرهم ما إذا ما يروج ليس إلا مجرد إشاعات لا غير أم أنها حقيقة ..

و لتبيان الأمر و إنارة الرأي العام ، قامت وزارة الصحة مؤخرا بنشر بيان في نطاق الوقاية من المخاطر الصحية المرتبطة بالأغذية بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

وقالت إن مصالح الوزارة تؤمن المراقبة الصحية بكل مناطق البلاد على المواد الغذائية التي تشهد استهلاكا واسعا خلال هذه المناسبة والمتمثلة على وجه الخصوص في مواد الزقوقو والفواكه الجافة بكل وحدات التحويل ومحلات الخزن والعرض للبيع.

وأكدت الوزارة أنه يتم التركيز على مراقبة ظروف الخزن التي يمكن أن تنعكس سلبا على سلامة المنتجات مع أخذ عينات للقيام بالتحاليل المخبرية اللازمة للتثبت من مدى احتواء المواد المذكورة على سموم الفطريات التي تشكل خطرا على صحة المستهلك.

كما أثبتت نتائج التحاليل المخبرية المتحصل عليها إلى حدّ الآن سلامة أغلب كميات المنتجات المعروضة بالسوق، وقد استقرت نسبة عدم المطابقة للتراتيب الجاري بها العمل في حدود 3 بالمئة بالنسبة لمادة الزقوقو و 2 بالمئة بخصوص الفواكه الجافة.

هذا وأشار البيان أيضا إلى أن المصالح المختصة بوزارة الصحة اتخذت الإجراءات اللازمة لحجز وإتلاف الكميات غير الصالحة للاستهلاك وعدم السماح بترويجها في السوق.

في سياق متصل ، حذرت الوزارة من اقتناء هذه المنتوجات من الباعة المتجولين، مؤكدة على ضرورة الاقتصار عن التزود بها من فضاءات ومحلات معدة للغرض والتثبت من المعطيات المتعلقة بمصدرها وصلوحيتها.

وأكدت الوزارة على أهمية اعتماد السلوكيات السليمة في تداولها بالمنزل كالخزن في ظروف ملائمة من حيث التهوئة.

وتعرف المنتجات التي تستعمل في اعداد “عصيدة الزقوقو” ارتفاعا مشطا للأسعار هذه الفترة، مع اقتراب المولد النبوي الشريف، مما أثار استياء التونسيين.

وارتفعت أسعار “الزقوقو” مقارنة بالسنة الماضية، حيث كان سعرها في حدود 13 دينارا للكيلوغرام الواحد بسعر الجملة و15 دينارا بالتفصيل ليصل هذه السنة إلى 15 دينارا بسعر الجملة و17 دينارا بالتفصيل، وفي البعض من الحالات يصل السعر إلى قرابة 19 دينارا.

كما سجلت أسعار الفواكه الجافة أيضا ارتفاعا، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من مادة اللوز إلى 32 دينارا، بعد أن كان السنة الماضية في حدود 22 دينارا. وبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من مادة الفستق 52 دينارا بعد أن كان يقدر بـ45 دينارا السنة الماضية.

واعتبر اخصائيون اقتصاديون أن أسباب ارتفاع أسعار هذه المواد تعود إلى كون جلها موردة باستثناء مادة “الزقوقو”، إضافة إلى هبوط قيمة الدينار التونسي ، مشيرين إلى ان السعر المقدم لمادة الزقوقو يمثل تكلفة يوم عمل لجني هذه المادة من الغابات بما فيه من مشاق، وأيضا بالنظر إلى صعوبة عملية تحويل المادة من محافظة إلى أخرى.

و للإشارة فقد جرت العادة أن تحدد وزارة التجارة سقفا للأسعار لكن ذلك لم يحصل خلال السنوات الثلاث الأخيرة مما جعل سوق الأسعار حرة.

ودعت منظمة الدفاع عن المستهلك، من جهتها، الخميس 8 ديسمبر، إلى مقاطعة شراء مواد “الزقوقو” والفواكه الجافة، بمناسبة المولد النبوي الشريف، على خلفية الارتفاع الكبير لأسعار هذه المواد بما يؤكد احتكارها من قبل المضاربين في هذه الفترة.

ونصحت المنظمة المستهلك التونسي بتأجيل شراء مادة “الزقوقو” إلى ما بعد المولد النبوي الشريف. وأكدت على أهمية دور المستهلك في تعديل السوق من خلال تفعيل حملة مقاطعة هذه المادة في هذه الفترة.

وتلقت المنظمة تشكيات عديدة من قبل المواطنين يستنكرون من خلالها غلاء أسعار مادة الزقوقو.

من جانبه ، أكد وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري سمير الطيب أن مادة «الزقوقو» متوفرة بكميات كبيرة ولا مبرر لارتفاع الأسعار ، مشددا على دور المواطن في التحكم في أسعارها من خلال عدم الإقبال عليها عند غلائها.

شاهد أيضاً

المهدية : إمضاء 17 عقد إسناد منح لفائدة باعثين شبان من ولايتي القيروان و المهدية

أشرف اليوم الثلاثاء 23 أفريل 2024, المدير العام للمندوبية العامة للتنمية الجهوية فوزي غراب والمعتمد …