أخبار عاجلة

مدينة “المهدية” في تونس وجهة سياحية بمعالمها التاريخية والحضارية

مدينة “المهدية” التونسية تأسست عام 920 م لتكون ثاني العواصم الإسلامية بأفريقيا ومثلت إطلالتها على البحر من الجهات الثلاث أهم أسباب ازدهار التجارة الخارجية فيها وعاملاً لتوجه أطماع البلدان الأوروبية، فبنيت أسوارها شامخة وتعددت أبوابها لتحصينها في وجه الغزاة وهو ما ساعدها على الصمود ضد ما طالها من تخريب من الاساطيل الخارجية.

ومن أهم المعالم الأثرية والتاريخية لمدينة “المهدية ” هي الأحياء السكنية التي تربط ما بينها وتتميز بطابع معماري تقليدي متنوع بتنوع السكان الذين تعاقبوا على المدينة وساهموا في إثراء مخزونها التراثي والتاريخي والثقافي مما جعلها من اهم الروافد السياحية المستقطبة للزوار من داخل وخارج تونس، وتتميز كذلك بكثرة المرافق الخدمية من جوامع وزوايا وكتاتيب ومدارس قرآنية.

كما يوجد في مدينة المهدية “الجامع الكبير” الذي شيّد في أوائل القرن العاشر الميلادي ليكون مسجداً للخليفة وحاشيته قبل ان يُحوّل من طرف الإسبان إلى كنيسة ومقبرة لقيادة
الجيش في أواسط القرن السادس، وهو الجامع الوحيد الذي ليست له مئذنة ولا يعرف حتى اليوم إن كانت هدمت من طرف الإسبان ام أنها لم تكن موجودة منذ تشييد الجامع ، كما يوجد جامع الحاج مصطفى حمزة الذي بناه الحاج مصطفى حمزة عام 1772م ليكون أهم معلم ديني في المدينة لأنه يضم كل المقاييس المعمارية المميزة للمسجد الجامع في الفترة العثمانية وقد شهد بعد ذلك عمليات توسيع وترميم عديدة خاصة في القرن العشرين.

ويوجد في مدينة المهدية الميناء القديم وهو عبارة عن مرسى للسفن التجارية والحربية،ولا تزال آثار الأسوار المحيطة به والبرجان اللذان يحرسان مدخله ظاهريان حتى اليوم،
ويوجد في الميناء مصنع للسفن أسسه المعز لدين الله الفاطمي ليصبح في القرن السادس عشر أهم المصانع التونسية وهو يحتوي على مراسي سفن ومخازن مغطاة.
وفي المدينة قصر”القائم بأمر الله” الذي بناه عبيد الله المهدي في أوائل القرن العاشر والذي تم هدمه بعد ذلك بواسطة الجيش الإسباني أواسط القرن السادس عشر، وقد مكنت
الحفريات التي اجريت بهذا المعلم من اكتشاف فسيفساء تفوق مساحتها 60 م2، ويوجد في المهدية كذلك ” البرج العثماني” وهو برج عسكري بناه الأتراك العثمانيون على أنقاض قصر عبيد الله المهدي عندما استقروا بالمهدية في أواخر القرن السادس عشر ميلادي.
ونشأت ” المهدية ” صغيرة وكبرت شيئا فشيئا وذلك عن طريق ردم جزء من بحرها الذي كان عاملا مهما لأبنائها حيث لا يغادرون المهدية إلا للرجوع اليها للتمتع بخيراتها من رزق ومناخ، وكان حب البحر وراء وجود مقبرة المهدية “مقبرة برج الراس” على حافته ولم تحل السنين المتعاقبة دون الإبقاء عليها حتى اليوم في أجمل مناطق المدينة بل أن “مقبرة برج الراس” تمثل اليوم الخيال الثقافي لسكان المهدية ومعلما مهما من معالم المدينة الى جانب معالم أخرى صنفت وعرفت واشتهرت خارج الحدود.

شاهد أيضاً

المهدية : برنامج النقل الريفي المدرسي

اكدت الكاتبة العامة لجمعية ” المدنية ” دلال المحرزي ان البرنامج الوطني للنقل الريفي المدرسي …