أخبار عاجلة

المهدية: دواميس الموتى بسلقطة

من “سلّكتوم” (Sullecthum) الكلمة اللاتينية اشتقّ اسم “سلقطة”. أي المكان المختار أو المفضّل، أو مكان الأخيار من القوم. والجدير بالذّكر أنّ سلقطة تقع على بعد 5 كلم من معتمدية قصور السّاف من ولاية المهدية لها وضع جغرافي يمتدّ في شكل ثلاثة أهلّة متلاصقة أوّلها بدايته من معتمدية الشّابة برأس قبودية جنوبا وينتهي في نقطة من الأرض داخل البحر تعرف برأس البلد، وثانيها يبدأ من رأس البلد وينتهي عند نقطة أخرى تسمّى “رأس شبورو”، وثالثها يبدأ من “رأس شبورو” الى قبودة بمدينة المهديّة شمالا.. وتفسر الأحداث التّاريخية قديمها وحديثها التي مرت بها “سلّكتوم” أو سلّقطة مدى أهميّة هذه البلدة من ناحية الموقع الاستراتيجي الذي اختاره البيزنطيّون لبدء غزواتهم في مأمن من كلّ الأخطار والقوى المضادة، سواء أكانت بشريّة أم طبيعيّة. فسواحل سلّقطة تتّخذ شكل تجويفات مأمونة من الرّياح من ناحية، وصالحة لارساء الأساطيل البحرية من ناحية أخرى.
فلا شك ّ إذن في أن ّ لسلقطة تاريخا عريقا، قبل دخول الاسلام لكثرة آثارها الرّومانيّة والبيزنطيّة. فهي قد مرّت بعهود تاريخيّة متعاقبة حلّ بها الفينيقيّون الذين نشروا بها حضارة زاهية، وأسّسوا بها مرسى لا تزال آثاره باقية إلى اليوم. ثم استوطنها الرّومان ونشروا بها الكثير من معالم الحضارة، وأسّسوا بها الميناء الكبير واستخدموه لتصدير مختلف المحاصيل الزّراعيّة كالزّيوت والخمور نحو روما.
غار الضبعة بسلقطة
ومماّ يذكر أنّ أهل سلقطة، قبل الميلاد، وإلى أوائل القرن الثّاني بعد الميلاد، كانوا وثنيّين ثم اعتنقوا المسيحيّة. وبامر امبراطورى تصدّت السّلطة الحاكمة آنذاك بشدة لمقاومة هذا الدّين الجديد ، فاضطهد معتنقوه اضطهادا مروّعا حتّى عاين مسرح الجمّ مذابح لهم رهيبة… إذ ذاك، بنى المسيحيين الأوّائل بسلقطة المدافن وهي التي تسمّى الدّواميس، (جمع “داموس” المعروفة ب (catacombes) للاختباء و ممارسة شعائرهم الجديدة بعيدا عن الاعين و هو اسلوب اتبع بعدة مناطق فى المتوسط من الامبراطورية الرومانية كالاناضول و الشام و مصر …. و المدافن التي تسمّى اليوم بغار الضّبعة هي الثّالثة من حيث الأهميّة، بعد مدافن سوسة وقرقنة، وبها بقايا كنيسة جميلة لها محراب. .و يتكون هذا المدفن الضخم من عدة أروقة فى انفاق تحت الأرض لا يتجاوز عرض الواحد منها ثلاثة أمتار إما الارتفاع زهاء المترين او المترين و نصف . تضم جدرانه تجويفات محفورة لوضع الجاثمين من مختلف الأعمار ثم تغلق بلوحات حجرية تثبت بالجبس ,.. يروى فى الاساطير المتداولة ان هذا الداموس كان مرتبط بقصر الجم . المسافة بين مدينة المهدية وسلقطة 12 كلم و من الدواميس إلى القصر 30 كلم تقريبا غربا وهو القصر المعروف بقصر الكاهنة البربرية التي حصرها به حسان ابن النعمان مع دخول المسلمين الى تونس. ولطول مدته قيل انها حفرت سرا نفقا طويلا في الصخر إلى مدينة سلقطة تمشي فيه العديد من الخيل و نقل من خلاله الطعام إليها . .

شاهد أيضاً

الاحتفاظ بشخص من أجل مسك واستهلاك وترويج مادة مخدرة

في إطار التصدي لجميع مظاهر الجريمة وخاصة منها ظاهرة استهلاك وترويج المواد المخدرة وعلى إثر …