أخبار عاجلة

مدينة تزورها ..الجم… مدينة القصر العظيم

تُعرف الجم منذ عشريّات خلت بحركيّتها التجارية التي تستمدّها من موقعها الجغرافي المُميز– صفاقس – المهدية –وتعدّد أنشطتها ومنتوجاتها إضافة إلى شهرة سيرتها التاريخية وثراء مواقعها الأثرية ومخزونها التراثي المادي واللاّمادي
والجم موقع بونيقي عُرف باسم «صر» وكذلك باسم «تيسدروس» في العهد الرّوماني وخلال العصر الإسلامي أطلق عليها اسم «قصر الكاهنة» ومع بداية القرن الثامن ميلادي سمّاها الفاتحون العرب «الأجم» التي تعني الحصن أو القصر ليتحوّل لاحقا إلى «الجم» وعلى امتداد الحقبات التاريخية المتعاقبة عُرفت بأهميتها المزاحمة لأعظم المدن والقصور والامبراطوريات التي يدلّ عليها قصر الجم الرّوماني الذي يُعتبر ثاني أكبر مسرح في العالم بعد مسرح «كولوسيوم» بروما وقد شيّد هذا القصر القائد الروماني «جورديان الثاني» ويرتفع على علو 36مترا وعرضه 122 مترا وطوله 149 مترا وتتّسع مدارجه لـ 35 ألف متفرّج يتابعون صراعات الوحوش والأسرى وعدد من السباقات واقترن هذا المعلم «الحامي» بعدّة معارك وانتصارات وهزائم وتحالفات ولعلّ أطرفها «مرارة» هدم الجانب الغربي للقصر بأمر من باي تونس محمد الثاني لقطع الطريق على السكان بالإحتماء بالحصن في ثورتهم ضدّه خلال سنة 1695م وتنتشر حول هذا المعلم الأثري أكثر من 30 موقعا تحتوي على قطع أثرية نادرة وخلال سنة 1979 أدرجت اليونسكو قصر الجم على مواقع التراث العالمي إلى جانب إحداث مهرجان للموسيقى السمفونية بتونس يقام سنويا بهذا القصر وساهم في عالميّة هذا الموقع باستضافة أشهر الموسيقيين والمغنيين إضافة إلى ما يخلقه هذا المهرجان من تدفّق سياحي على الجهة لا كتشاف الموقع والأثر والآثار والرموز التي يختزل البعض منها المتحف والمدينة العتيقة وضواحيها التي تشع بعظمة هذه الحضارة الإنسانية على مر العصور. 

شاهد أيضاً

الاحتفاظ بشخص من أجل مسك واستهلاك وترويج مادة مخدرة

في إطار التصدي لجميع مظاهر الجريمة وخاصة منها ظاهرة استهلاك وترويج المواد المخدرة وعلى إثر …